دأب طلاب العلم والمفكرون وأهل القلم, أن يدونوا ما علا شأنه وارتفع قدره وذاع نبؤه, من أقوال من سبقهم وآراء من هو أعلم منهم, وتراني خصصت صفحاتي هذه لاستقراء أكثر الروايات في عالم التفسير وقراءة النص, فوجدتها تبلغ المئات, بل الآلاف, بين غث وسمين, فكان من الضروري أن آتي بتصنيف وتمييز لهذه الروايات.
بعد ذكر الكليات في الفصل الأول، بدأ الفصل الثاني بالبحث عن دور الروايات في فهم القرآن, والتركيز على حديث (الثقلين) المتواتر, وحديث (أصحابي كالنجوم) المرفوع, ولما لهما من دخل في منهج التفسير, ورسم البون الشاسع العميق بين مدرسة أهل البيت: ومدارس غيرهم, حيث اختلاف الأخبار والروايات. وذكر ما يعتمده المفسرون من قواعد مستنبطة منها.
ويأتي التركيز في مبحثه الثاني على ملاكات التمييز بين الروايات, مما جعل أنواع الروايات تتعدد وتتفرق, خاصة بعد أن عُرف منهج أهل البيت: ــ في المبحث الثالث ـــ في رواياتهم, وقد ذكرنا نماذج ومصاديق لكل طائفة، تطبق الفكرة العامة أو الكلية في مدرستهم ومنهجهم.
وقد أكّد الفصل الأخير على نماذج وتطبيقات كل طائفة من الروايات في عالم التفسير وتوضيح الآيات الكريمة, في مباحثه الثلاثة: الروايات التفسيرية، الروايات التأويلية، الروايات المصداقية، التي تشكل قواعد وأصولاً تفسيرية، من تطبيقات عملية للأئمة: أو مواقفهم السياسية والاجتماعية, أو تصحيح لعقائد كانت سائدة في غير مدرستهم, أو إجراءات عملية اتخذوها ورسموها من تحذير أو ترغيب أو نبوءة. وطرح مسألة مستقبل البشرية وما ستؤول إليه حركة التأريخ من خلال الروايات المتعلقة بالمستضعفين الذين يمن الله عليهم ليرثوا الأرض أئمة وحكاماً.
هذا وسيجد المطالع للرسالة، مجموعة كبيرة من تعليقات المفسرين على الروايات، سيما تعليقات العلامة الطباطبائي القيمة في بحوثه الروائية، على امتداد تفسيره (الميزان).